كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

وأمَّا صَفَر فإذا جَمَعْتَهُ قُلْتَ: ثلاثةُ أَصْفارٍ، كما قُلتَ في أَحَدٍ: ثلاثةُ آحادٍ، لأَنَّهُ (فَعَلٌ) مِثْلُهُ. قالَ النابِغةُ (217) :
(لَقَدْ نَهَيْتُ بني ذُبْيانَ عن أُقُرٍ ... وعَنْ تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصْفارِ)
وأَمَّا ربيعٌ الأَوَّلُ ورَبيعٌ الآخِرُ، فكَما (218) قُلنا في يومِ الخميسِ: أَخْمسَةٌ، لأنَّه فَعِيلٌ، مِثْلُ: ثلاثةِ أَرْبِعَةٍ، وأَرْبَعَة أَرْبِعَةٍ، وهذه الأَرْبِعَةُ الأوائلُ والأواخِرُ.
وأَمّا جُمادَى الأُولى وجُمادَى الآخِرَة (219) فإذا جَمَعْتَهُ قُلتَ: جُمادَياتٌ، فجمعتَ بالتاءِ، لأنَّ فيه ألفَ التأنيثِ، مِثْلُ حُبَارَى وسُمانَى.
فإذا قُلتَ: الأولى والآخِرة فعلى تأنيث جُمادَى.
فإذا جمعتَ جُمادى الأُولى قُلتَ: الجمادياتُ الأُوَلُ والأُخَرُ، لأنَّ الأَوَّلَ جمعُ الأولى (12 ب) مثلُ الصُّغْرَى والصُّغَر، والكُبرى والكُبَر، قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {إنَّها لإحدى الكُبَرِ} (220) جمعُ الكبرى.
وأمَّا رَجَبٌ فيكونُ جَمْعُهُ: ثلاثةَ أَرْجابٍ، مثلُ أَحَدٍ وآحادٍ، لأَنَّه فَعَلٌ مِثْلُهُ (221) .
وأَمَّا شَعْبَانُ فثلاثةُ شَعْباناتٍ (222) . وكذلك رَمضانُ: ثلاثةُ رَمَضاناتٍ (223) .
لأنَّ هذا فَعْلانُ، وقَلّما يُكَسَّرُ، كما لا يُكَسَّرُ السَّعْدانُ (224) والضَّمْرانُ (225) وعثمانُ وأكثرُ الأسماءِ.
قالَ: وقد حُكِيَ لنا رَمَضَانُ وأَرْمِضَةٌ.
وحُكِيَ عن عيسى بن عُمَر (226) : رماضِينُ وشعابِينُ. يُكَسَّرُ الاسمَ،
__________
(217) ديوانه 80.
(218) في الأصل: فلما.
(219) من الأيام والليالي والشهور 11. وفي الأصل: الأخرى.
(220) المدثر 35.
(221) الأيام والليالي والشهور 12، الزاهر 2 / 367، الأزمنة والأمكنة 1 / 277.
(222) وشعابين. (الأيام والليالي والشهور 13)
(223) ورماضين وأرمضة وأرماض. (الأيام والليالي والشهور 13) .
(224) النبات 14، معجم أسماء النباتات 72.
(225) النبات 18، معجم أسماء النباتات 92.
(226) من قراء أهل البصرة ونحاتها، توفي سنة 149 هـ. (مراتب النحويين 21، أخبار النحويين 25) .

الصفحة 45