كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

ويُقالُ: مَضَى عِنْكٌ من الليلِ، أي قِطْعَةٌ. ويُقالُ: أَعطيتُهُ عِنْكاً من مالٍ، أي قِطعةً.
وقالوا: العَجْسُ الوَهْنُ من الليلِ، وهو الهزيعُ.
والجَوْزُ من الليلِ: وَسَطُهُ.
وقالوا في واحِدِ (14 ب) الآناءِ من قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {آناءَ الليلِ} (252) : مَضَى إِنْيٌ، منقوصٌ، وإنِىً، مقصورٌ (253) ، وإِنْوٌ وإِنْىءٌ (254) . وقالَ الهُذَليُّ (255) :
(حُلْوٌ ومُرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ ... في كُلِّ إنْيٍ قَضَاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ)
وأَمَّا الفَحْمَةُ فهي أكثرُ من إفاقَةِ الناقةِ. وهو احتقالُ اللَّبَنِ.
وقالوا: الغَبَسُ بعدَ الفَحْمَةِ. وقالوا: غَبَسَ الليلُ وَأَغْبَسَ، وغَطَشَ وأَغْطَشَ، وغَبَشَ وأَغْبَشَ.
ثُمَّ الغَلَسُ ثُمَّ العَسْعَسُ.
فأمَّا العَسْعَسُ ففي معناه العَسْعَسَةُ، وهما تَنَفُّسُ الصُّبْحِ. والتنفسُ: انْفِضاءُ الشيءِ وانصداعُهُ (256) .
وقالوا: عَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَةً. وقالَ اللهُ تبارَكَ وتعالى: {والليلِ إذا عَسْعَسَ} (257) أي أَظْلَمَ.
وقالَ بَعْضُهُم: عَسْعَسَ: وَلَّى، وهذا من الأضدادِ (258) . وهو قولُ ابنِ عبّاسٍ، قال: عَسْعَسَ أي أَدْبَرَ (259) . قالَ عِلْقَةُ بنُ قُرْط التيميّ (260) :
__________
(252) الزمر 9.
(253) المقصور والممدود للفراء 48، المقصور والممدود لابن ولاد 7، الممدود والمقصور 47.
(254) الأيام والليالي والشهور 47.
(255) هو المتنخل. ديوان الهذليين 2 / 35، شرح أشعار الهذليين 1283.
(256) في المخصص 9 / 50: وتنفس الصبح: انصداعه وانفجاره.
(257) التكوير 17. وينظر: تفسير القرطبي 19 / 238.
(258) الأضداد للأصمعي 7، الأضداد لأبي الطيب. 49.
(259) الأضداد لقطرب 266.
(260) الأضداد لقطرب 266 وحُرَّف الاسم فيه إلى علقمة. البيتان لعلقة في الأضداد لأبي الطيب 491. وعلقة راجز إسلامي (الاشتقاق 186) . وحُرَّف إلى علقمة أيضاً في الأضداد لابن الأنباري 33.

الصفحة 51