كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

ويُقالُ: أَتَيْتُهُ سَحَرِيَّةً وسَحَراً.
والدَّيْسَقُ: النّورُ والبياضُ.
ويُقالُ: انشَقَّ الصُّبْحُ عن رَيْحانِهِ، أيْ عن تباشيرِهِ. والرَّيْحانُ أيضاً الرِّزْقُ. ويُقالُ: سُبحانَهُ وريحانَهُ، كأَنَّهُ قالَ: واسترزاقاً له. وقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيْحان} (269) . وقالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب (270) :
(عطاءُ الإِلهِ ورَيْحانُهُ ... ورَحْمَتُهُ وسماءٌ دِرَرْ)
وقالوا: عَتمَ الليلُ يَعْتمُ عَتْماً، وأَعْتَمَ أَيْضاً. وأَعْتَمَ القومُ. ويُقالُ: إنَّكَ لعاتِمُ القِرَى ومُعْتِمُ، أي بطىءُ القِرى. وعَتَمَةُ الإبِلِ والصلاةِ مِن ذلكَ، لأَنَّها تُؤَخَّرُ قليلاً حتى تُظْلِمَ.
وقالَ بعضُهُم: عَتْمَةُ الإبلِ، بالإسكانِ للتاءِ (271) .
ويُقالُ: غَسَا الليلُ يَغْسُو غُسُوًّا وأَغْسَى. ودَجَا يَدْجُو دُجُوًّا وأَدْجَى. وجَنَحَ الليلُ وأَجْنَحَ، وهو جِنْحُ (272) الليلِ. وأَغْطَشَ، قالَ اللهُ تعالى: {وأَغْطَشَ لَيْلَها} (273) أي أَظْلَمَهُ. وقالَ الراجِزُ (274) :
(أَرْمِيهِمُ بالنظرِ التغطيشِ ... )
(وجَهْدَ أعوامٍ نَتَفْنَ رِيشي ... )
والغَطَشُ أَيضاً ظُلْمَةٌ في العينِ. والرجلُ الأَغْطَشُ: الذي لا يَبْصرْ.
ويُقالُ: غَسَقَ الليلُ يَغْسِقُ غُسُوقاً وغَسَقاً، أي أَظْلَمَ.
قالَ اللهُ تعالى: {ومِن شَرِّ غاسِقٍ إذا وَقَب} (275) . وقالَ كَعْبُ بنُ زُهيرٍ (276) :
(ظَلَّتْ تجوبُ يداها وهي لاهِيةٌ ... حتى إذا ذَهَبَ الإظلامُ والغَسَقُ)
__________
(269) الرحمن 12.
(270) شعره: 55.
(271) الأزمنة والأمكنة 1 / 321.
(272) وجنح الليل، بضم الجيم أيضاً. (الصحاح: جنح) .
(273) النازعات 29.
(274) رؤبة، ديوانه 79، وفيه: برين ريشي.
(275) الفلق 3.
(276) أخل به ديوانه. وعجزه لكعب في الأزمنة والأمكنة 1 / 322.

الصفحة 53