كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

وقالوا: السُّدْفَةُ: الضياءُ، والسُّدْفَةُ: الظُّلْمَةُ. وهذا من الأضدادِ (285) . وقالَ ابنُ مُقْبِل (286) :
(ولَيْلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها ... بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السُّدَفا)
لأَنَّهُ يُريدُ الصُّبْحَ ها هُنا. وقالَ الهُذَليّ (287) :
(وماءٍ وَرَدْتُ قُبَيْلَ الكَرَى ... وَقَدْ جَنَّهُ السَّدَفُ الأَدْهَمُ)
والمعنى الظُّلْمَةُ.
والسُّدْفَةُ أيضاً البابُ. وقالت اَمرأةٌ مِنْ قَيْسٍ (288) :
(لا يَرْتَدِي مَرَادِي الحَريرِ ... )
(ولا يُرَى بسُدْفَةِ الأَمِيرِ ... )
(إلاَّ لحَلْبِ الشَّاءِ والبَعِيرِ ... )
وقالوا: هِيَ الطِّرْمِسَاءُ والطِّلْمِسَاءُ، بالرَّاءِ واللامِ، ممدودان، للظُّلْمَةِ (289) .
وقالَ بَعْضُهُم: الطِّرْمِسَاءُ، بالرَّاءِ: الظُّلْمَةُ في السّحابِ. وهي الطِّرْفِسَاءُ (290) ، وهي من الضّباب أيضاً.
وقالوا: تباشيرُ الليلِ والنهارِ: ما بينَهُما من الضوءِ. والتباشيرُ: العمودُ نَفْسُهُ.
ويُقالُ: لَقِيتُهُ بأعلى سَحَرَيْنِ، وبالسَّحَرِ الأعلى (291) .
ويُقالُ: جَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً: إذا بدا لكَ (292) .
ويُقالُ: أَدْمَسَ الليلُ: أَظْلَمَ.
ويُقالُ: قَسْوَرَةُ الليلِ: شِدَّتُهُ وغُسُوُّهُ.
__________
(285) الأضداد لابن الأنباري 114، الأضداد لأبي الطيب 349.
(286) ديوانه 185.
(287) البريق، ديوان الهذليين 3 / 56.
(288) بلا عزو في اللسان (ردى) . والأول الثاني في الأضداد لابن الأنباري 114 والأضداد لأبي الطيب 349. والمرادي: الأردية، واحدتها مرداة.
(289) الإبدال 2 / 60، الأزمنة والأمكنة 1 / 331.
(290) اللسان (طرفس) .
(291) الأزمنة والأمكنة 1 / 324.
(292) الأزمنة والأمكنة 1 / 324، المخصص 9 / 50.

الصفحة 55