كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

(أَلاَ يا ديارَ الحَيِّ بالسَّبُعَانِ ... أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوانِ)
يقولُ: طالَ عليها.
وقالوا: مَضَتْ مِلاوةٌ ومُلاوةٌ (308) .
وقالوا: تَمَلَّيْتَ حَبِيباً، أي عايَشْتَهُ حِيناً.
وقالَ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفرُ ويُعْفُر (309) :
(فآلَيْتُ لا أَشريهِ حتى يملَّني ... وآليتُ لا أَمْلاهُ حتى يُفارِقا)
فقالَ: أَمْلاهُ، والفعلُ منه: مَلَيْتُهُ أَمْلاهُ.
وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ (310) :
(حتى إذا جَزَرَتْ مياهُ رُزُونِهِ ... وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ)
بفتحِ الميمِ وكَسْرِها.
وقالوا: جلسْتُ عندَهُ مِلْوَةً من الدهرِ ومَلْوَةً ومُلْوَةً (311) .
وقولُ اللهِ عزَّ وجَلَّ: {واهجرني مَلِيّاً} (312) من ذلك.
وقالوا: أَبْلاكَ الجَدِيدانِ (313) والأَجَدّانِ (314) والفَتَيانِ (315) . أيْ الليلُ والنهارُ. وقال النابغةُ الجَعْدِيُّ (316) :
(غَدَا فَتَيا دَهْرٍ وراحا عليهُمُ ... نهارٌ ولَيْلٌ يُكثِرانِ التواليا)
وقالوا (317) : لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ودَهْرَ الداهرينَ.
وقالَ الأَعشى (318) :
__________
(308) وملاوة، بفتح الميم، أيضاً. (المثلث 2 / 145، الدرر المبثثة 91) .
(309) ديوانه 53 مع خلاف في الرواية. ويعفر، بضم الياء والفاء، رواه يونس عن رؤبة. (طبقات) فحول الشعراء 147، سفر السعادة 1 / 309) .
(310) ديوان الهذليين 1 / 5. وجزرت: نقصت. والرزون: أماكن مرتفعة. وحزملاوة: أي حين دهر.
(311) الدرر المبثثة 91.
(312) المثنى 57، جنى الجنتين 33.
(313)
(314) المثنى 57، جنى الجنتين 15.
(315) المثنى 57، جنى الجنتين 86.
(316) شعره: 169 فيه: فمرأ عليهم ... يلحقان ...
(317) الأمثال 383، المستقصى 2 / 243 - 244.
(318) ديوانه 150.

الصفحة 59