كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

وأمَّا قولُهُ (327) :
(أَرَى لكَ أَكْلاً لا يقومُ لَهُ ... من الأَكولةِ إلاّ الأَزْلَمُ الجَذَعُ)
فزَعَمَ يونسُ أنَّ الأَزْلَمَ ها هنا الدَّهْرُ. وبَعْضُهُم يقولُ: الأَزْنَمُ (328) .
ويُقالُ (329) : مَضَتْ سَنْبَةٌ من الدَّهرِ وسَبَّةٌ وسَبْتَةٌ، أي زمانٌ.
ويُقالُ: غَبَرَ مُهْوَأَنّاً (330) من الدَّهْرِ، أي بُرْهَةً، على وَزْنِ مُهْوَعَنَّا.
وهذا ما يُذكَرُ من الحَرِّ والبَرْدِ من الأزْمنةِ

فقالوا: الشتاءُ والقُرُّ والبَرْدُ (331) .
ويُقالُ: قَرَّ يَوْمُنا. وكانَ رُؤْبَةُ يقولُ: هو يَقَرُّ. وغَيْرُهُ يقولُ: يَقِرُّ، فيَكْسِرُ.
وقالوا: يومٌ قَرٌّ، وليلةٌ قَرَّةٌ. وقد قَرَرْتُ قُرَّةً وقُروراً.
ويُقالُ: صَردْتُ صَرَداً، وأَصْرَدْنا: إذا صَرِدَ الماءُ. وشَبِمَ شَبَماً، وقالَ زُهَيْرٌ (332) :
(شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقَا)
ويُقالُ لأَوَّلِ يومٍ مِنَ البردِ: صٌ فَيٌّ. والثاني: صَفْوانُ، معرفةٌ لا تنصرف، وذلك إذا اشتدَّ البردُ، والثالثُ: هَمّامٌ، لأنَّهُ يَهُمُّ بالبَرْدِ ولا بَرْدَ لهُ.
ويُقالُ: يَوْمٌ أَحَصُّ أُغَيْبِرُ: وهو الذي تبدو فيه الشمسُ ولا يَنْفَعُكَ من البَرْدِ.
وقالوا: القَرْقَفُ البَرْدُ من قبل الليلِ، والصِّرَّةُ: شَدَّةُ البَرْدِ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: {رِيحٍ فيها صِرٌّ} (333) .
وقالوا: هذا قُرٌّ خَمْطَرِيرٌ، وهو مثلُ الزَّمْهَرِير.
__________
(327) العباس بن مرداس في اللسان (زلم) ، وأخل به ديوانه.
(328) تهذيب الألفاظ 301.
(329) تهذيب الألفاظ 300، كنز الحفاظ 500.
(330) اللسان (هوأ) .
(331) ينظر في البرد: الأزمنة والأمكنة 2 / 12 - 22، المخصص 9 / 73 - 77.
(332) ديوانه 36.
(333) آل عمران 117.

الصفحة 61