كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
منه منقول من عَجِبَ يُعْجَبُ، مُعَدَّى بالهمزة. قال كعب بنُ زهير (¬١):
لو كنتُ أَعْجَبُ من شيءٍ لأعجبَني ... سعْيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القَدَرُ
(ظ/ ٢٠٣ أ) فأعجبني هنا من العَجَب لا من الإعجاب، فتقول: "أعْجَبَني" و"ما أَعْجَبَني" بالاعتبارين.
* يَحْدُر في قراءته: يُسرِعُ، ويَهْدِرُ: يهتاجُ في قراءته مع غلُوِّ صوته فيها، من قولهم: هَدَرَ الفحلُ: إذا هاج، وهدَرَ الحَمَامُ، وهَدَرَتِ الضَّفادع، فليس من لحن العامَّة.
* إذا حلَّتِ الشمسُ بالشَّرَطَيْنِ (¬٢): بفتح الشينِ والراءِ، وضمُّهما لَحْن.
* يقال: عَنِيتُ في كذا، فأنا عانٍ فيه، و"عُنِيتُ به" مبنيٌّ للمفعول، فأنا مَعْنيٌّ به، وحكى ابنُ الأعرابي الفتح -أيضًا- فيه، وقال غيره: "عُنيت" بالضم أي: قصدت بها (¬٣)، و"عَنَيْتُ" بالفتح، أي: قَصَدتُ، تقول: عَنَيت كذا، أي: قصدته غير معدًّى بالباء فهذا من القصد، وأمَّا من العَناء فإنما يقال: مُعَنَّى، وأما مِنَ العِناية فإنما يقال: عُنِيَ به، مبني للمفعول.
فصل (¬٤)
بلالُ بنُ حَمَامة وأَبوه رَباح، ابنُ أم مكتوم وأَبوه عَمْرو، بشير بنُ
---------------
(¬١) "ديوانه": (ص/ ١٦٨).
(¬٢) نجمان من الحمل. انظر: "اللسان": (٧/ ٣٣٠).
(¬٣) من قوله: "به مبني ... " إلى هنا ساقط من (ظ) والمطبوعات.
(¬٤) هذا الفصل والذي يليه من أنواع علوم الحديث، نوع: "من نُسِب إلى غير أبيه، ومنه: من نسِب إلى أمّه". انظر: "علوم الحديث": (ص/ ٣٧٠) لابن الصلاح، و"تدريب الراوي": (٢/ ٨٤٥ - فما بعدها).
وهذا الفصل والذي يليه نقله المؤلف من "المدهش": (ص/ ٥٤) لابن الجوزي.