كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

* شجرةُ الصنوبر تثمرُ في ثلاثين سنة، وشجرة الدّبَّاء تصعد في أسبوعين، فتقول للصنوبرة: إن الطريق التي قطعتِها في ثلاثين سنة قطعتُها في أسبوعين، ويقال: لي شجرة، ولك: شجرة. فقالت الصنوبرة: مهلًا حتى تهبَّ رياحُ الخريف، فإنْ ثبَتِّ لها تمَّ فخركِ.
كان التَّصَوّف والفقرُ في مواطن القلوب فصار في ظواهر الثيِّاب. كان حُرقَة فصار خِرقَة (¬١)، غيِّرْ زِيَّك أيَّها المرائي فإنه يصيح بك: خذوني، السيفُ والدِّرع للزَّمِنِ هتكة فضيحة (¬٢)، البَهْرجُ يتَبينُ عندَ الحَكِّ.
* لو أبصرتَ طلائع الصِّدِّيقينَ في أوائلِ الركْب، أو سمعتَ استغاثةَ المُحِبِّينَ في وسط الركْب، أو شاهدتَ سَاقَةَ المستغفرينَ: في آخر الركْبِ؛ لعلمتَ أنَّك قد انقطَعتَ تحتَ شجرة (¬٣) أمِّ غَيْلان (¬٤).
* وا حسرتا لمنقطع دون الرَّكْب يَعُدُّ (ظ / ٢٠٧ ب) المنازلَ:
أَعُدُّ اللَّيالي ليلة بعد ليليةٍ ... وقد عشتُ دهرًا لا أعدُّ اللياليا
وقد يجمعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بعدما ... يَظُنَّانِ كلَّ الظَّنِّ أن لا تَلاقيا (¬٥)
* إلامَ الرَّواح في الهوى والتَغْليس؟ وحتَّامَ السَّعيُ فْي صحبةِ إبليسَ، وكم بهرجة في العمل وتدليسٍ! أين أقرانك (¬٦) هل تسمع لهم
---------------
(¬١) تحتمل قراءة هذه العبارة على أنحاء شتى.
(¬٢) في "المدهش": "لِزَمنِ هتكة، ولمقْعد فضيحة ... "، و (ع): "هتيكة".
(¬٣) "شجرة" ليست قي (ع).
(¬٤) "المدهش": (ص/ ٤١٨ - ٤٢٠).
(¬٥) تقدم التخريج ٣/ ١٢٠٩، وانظر "المدهش": (ص/ ٤١٥ - ٤١٦).
(¬٦) (ظ): "ابن آدم إنك".

الصفحة 1222