كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

وقال ابن مسعود: من أفتى الناس في كلِّ ما يستفتونه فهو مجنون.
وعن ابن عباس نحوه (¬١).
وقال حصَيْنٌ الأسديُّ: إن أحدَكم ليُفْتي في المسألة لو وَرَدَتْ علي عمر بن الخطاب لجمع لها أهلَ بَدْر، وعن الحسن والشَّعْبي مثله (¬٢).
وقال الحاكم: سمعت أبا عبد الله الصَّفَّار يقول: سمعت عبد الله ابن أحمد، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت الشافعي، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: سمعت محمد بن عَجْلانَ يقول: إذا أخطأ العالمُ لا أدري أُصِيبَت مقاتِلُه (¬٣).
وروي ذلك بنحوه عن ابن عباس (¬٤).
وذكر أبو عُمر (¬٥)، عن القاسم بن محمد، أنه جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أُحسنُه، فجعل الرجلُ يقول: إنى دُفِعتُ إليك لا أعرفُ غيْرَك، فقال القاسم: لا تنظرْ إلى طول لحيتي وكثرة النَّاس حولي، واللهِ لا أُحسِنُه، فقال شيخ من قُرَيْش جالس إلى جنبه: يا ابنَ أخي الزمْها فواللهِ ما رأيتُ في مجلسٍ أَنبل منك (¬٦) اليوم، فقال القاسم: والله لأَنْ يُقْطَعَ لساني أحبُّ إليَّ من أن أتكلمَ بما لا أعلمُ.
---------------
(¬١) هذه الآثار أخرجها ابن عبد البر في "جامع بيان العلم": (١/ ١١٢٠ - ١١٢٥) وغيره.
(¬٢) أخرجه البيهقي في "المدخل": (ص / ٤٣٤).
(¬٣) أخرجه البيهقي في "المدخل": (ص/ ٤٣٦).
(¬٤) أخرجه ابن عبد البر: (٢/ ٨٤٠).
(¬٥) في "الجامع": (٢/ ٨٣٧).
(¬٦) (ع): "أمثل منك".

الصفحة 1284