كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

وسأله رجلٌ عن مسألة، فقال: لا أدري، فردَّها الرجلُ عليه، فقال: أكلُّ العلمِ نحسِنُهُ نحن؟! قال: فأَذْهَبُ إلى هؤلاءِ فأسْألُهم؟ -يعني: أصحابَ الرأي- فقال: لا، انظرُ إلى من يذهبُ إلى رأي أهلِ المدينةِ.
وسمعتُ أحمد يقول: كان الحجَّاجُ بن أرطاةَ يقول: لا تقولوا في حدَّثَكَ، ولا من أخْبَرَكَ؟ قولوا: من ذَكَرَهُ، قيل له: كان يُدلِّسُ؟ قال: نعم.

ومن مسائل أبي العباس أحمد بن محمَّد البِرْتي (¬١)
قلت: إذا الْتَعَنَ الزوجانِ، ما أمرهما فسخ أو طلاق بتفريق الحاكمِ؟ وكيف يكونُ حالُ المرأة إذا ارتدَّت عن الإِسلام والخُلْع وما أشبه هذا؟
فقال: هذه مسألةٌ أنا فيها منذُ ثلاثينَ سنةً، لم يَتَّضِح الأمرُ فيها، فلا أدري اللِّعَانُ (¬٢) فيها أو لا (¬٣)؟

ومن مسائل زياد الطوسي (¬٤).
سألته عن العقيقةِ؟ فقال: ليست بواجبةٍ، وقد رُويَ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه عَقَّ عن الحسن والحسين (¬٥).
---------------
(¬١) هو: أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البِرْتى، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة ت (٢٨٠).
والبِرْتى -بكسر الموحَّدة وسكون الراء- نِسبة إلى بِرْت قرية في نواحى بغداد. "طبقات الحنابلة": (١/ ١٥٩ - ١٦١)، و "معجم البلدان": (١/ ٣٧٢). وتحرفت "البرتي" في (ق وظ).
(¬٢) (ع): "وما أدري ما اللعان ... ".
(¬٣) وانظر: "زاد المعاد" (٥/ ٣٩٠).
(¬٤) هو: زياد بن أيوب بن أبو هاشم الطوسي، المعروف بـ "دِلُوْيَه"، ت (٢٥٢)، "طبقات الحنابلة": (١/ ٤١٩ - ٤٢٣).
(¬٥) أخرجه أبو داود رقم: (٢٨٤١)، والنسائي: (٧/ ١٦٥ - ١٦٦) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وأعله أبو حاتم بالإرسال، كما في "العلل": (٢/ ٤٩). =

الصفحة 1404