كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)
يَتَّجِرون في البحر، منهم طَلْحَة بن عبيد الله وسعيد بن زيد (¬١).
سمعتُ أبا عبد الله وسُئل عن بيع الجُزَافِ (¬٢)، فقال: إذا استوى علمُهما فلا بأس -يعني: إذا جهلا به- فإذا عَلِمَ أحدُهما وجَهِلَ الآخرُ فلا.
وسألته قلت: القطنُ يبيعُه فيرفع ظرفه العِدْل خمسة أمْناء: (¬٣)، قلت: نعم، وربما زاد فيحسبه للمشتري، فرخَّص فيه، ولم ينكرْه على طريق الصُّلح.
قلت: فإنَّا نبيعُ بيعًا آخر، نبيع القطنَ في الكساء، فقال: هذا أحبُّ (¬٤) إلي من ذاك؛ لأنه يكون بمنزلة التَّمْر في جِلالِهِ وقَوَاصِرِه (¬٥)، ما زال هذا يُباعُ في الإِسلامِ.
قلت: فإنهم يحملونا على أن (¬٦) نكشِفَه، فقال: هذا ضَرُورةٌ ليس عليكم هذا.
قال القاضي: "إنما لم يشترط كشفَه على الرواية التي أجاز بيعَ الجُرُبِ قبل حلِّها، وقوله: نبيعُه بظرفِه أحبُّ إلَيَّ من أن يحتسبِ
---------------
(¬١) ورواه عبد الله بن أحمد عن أبيه بسنده ومتنه في العلل": (٢/ ٤٢)، وابن معين في "تاريخه": (رقم ٢٠٧ - رواية الدوري).
(¬٢) الجزاف: بضم الجيم وفتحها وكسرها هو: بيع الشيء لا يعلم كيله ولا وزنه. "المصباح المنير": (ص / ٣٨).
(¬٣) المَنَا: هو ما يكال به أو يوزن، وجمعه: أمناء، وفي لغة تميم مفرده: "المنّ" ويجمع على: أمنان "اللسان". (١٣/ ٤١٩)، و "المصباح" (ص / ٢٢٢).
(¬٤) (ق): "لعب".
(¬٥) الجلال والقواصر هي: الأوعية التي يُكتنز فيها التمر. "اللسان": (٥/ ٤٠٢).
(¬٦) (ع): "أنّا".