كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

قال: يأخذ من اللحية بما فضل عن القَبْضَة.
قلت له: فحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أحْفُوا الشواربَ وأَعْفُوا عن اللِّحَى" (¬١)؟ قال: يأخذ من طولها ومن تحت حلقِه، ورأيت أبا عبد الله يأخذُ من عارضَيْه، ومن تحتِ حَلْقِهِ.
قال (¬٢): ورأيتُ أبا عبد الله يأخذُ من حاجبِهِ بالمِقْراضِ.
قال (¬٣): وسألته عن خَاتَمِ الحديدِ؟ فقال: لا تَلْبَسْهُ.
وسئل عن جُلود الثعالب؟ قال: البَسْهُ ولا تُصَلِّ فيه (¬٤).
وسئل عن السَّراويل أحَبُّ إليك أم المآزر فقال: السَّرَاويلُ مُحْدَثٌ، ولكنه أستر (¬٥).
قال ابن هانئ (¬٦): خرج أبو عبد الله على قومٍ في المسجد، فقاموا له، فقال: لا تَقومُوا لأحدٍ، فإنه مكروهٌ.
قال (¬٧): وكنتُ مع أبي عبد الله في مسجدِ الجامعِ، فصلَّيْنا، ثم رجَعْنا فقعدَنا، واستراحَ (¬٨) وأنا معه، فجاء رجلٌ كأنه محمومٌ فقال:
---------------
(¬١) أخرجه البخاري رقم (٥٨٩٢)، ومسلم رقم (٢٥٩) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(¬٢) "المسائل": (٢/ ١٤٩)، ثم ذكر عن الحسن أنه كان يأخذ من حاجبه.
(¬٣) "المسائل": (٢/ ١٤٧).
(¬٤) المصدر نفسه: (٢/ ١٤٦).
(¬٥) المصدر نفسه: (٢/ ١٤٧)، وفي (ع): "المئزر".
(¬٦) المصدر نفسه: (٢/ ١٨٠).
(¬٧) المصدر نفسه: (٢/ ١٧٦).
(¬٨) في "المسائل": "فقعد فاستراح".

الصفحة 1431