كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

إشارة وإما خَطٌّ، فقد جَرَت الإشارة مجرى اللفظ فلتعمل فيما عمل فيه اللفظ -وإن لم تقو قُوَّته- في جميع أحكام العمل.
وأصح من هذا أن يقال: معنى الإشارة ليس هو العامل؛ إذ الاسم الذي هو "هذا" ليس بمشتق من أشار يشير، ولو جاز أن تعمل أسماء الإشارة لجاز أن تعمل علامات الإضمار؛ لأنها -أيضًا (¬١) - إيماءٌ وإشارةٌ إلى مذكور، وإنما العامل فعلٌ مُضْمَر تقديره: "انظر"؛ [وأُضْمِرَ] (¬٢) لدلالة الحال عليه من التوجُّه واللفظ، (ق/ ٧٣ ب) وقد (ظ/٥٤ ب) قالوا: "لمن الدارُ مفتوحًا بابُها"، فأَعْمَلوا في الحال معنى "انظر" و "ابصر"، ودلَّ عليه التوجُّه من المتكلِّم بوجهه نحوها، وكذلك: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} [هود: ٧٢] وهو قوي في الدلالة لاجتماع اللفظ مع التوجه. وإذا ثبتَ هذا؛ فلا سبيل لتقديم الحال؛ لأن العامل المعنوي [لا يعمل] حتى (¬٣) يدل عليه الدليلُ اللفظيُّ، أو التوجُّه، أو ما شاكَلَه.
فائدة (¬٤)
العامل في النعت اهو العامل في المنعوت، وكأن سيبويه (¬٥) إلى هذا ذهب حين مَنَع أن يجمع بين نعتي الاسمين إذا اتفق إعرابهما واختلف (¬٦) عاملاهما، نحو: "جاء زيد وهذا عَمْرو العاقلان".
وذهب قوم إلى أن العاملَ في النعت معنوي، وهو كونه في معنى
---------------
(¬١) "لأنها أيضًا" سقطت من (ظ ود).
(¬٢) في الأصول: "وأبصر"! والمثبت من "النتائج".
(¬٣) (ظ ود): "خفي"، وما بين المعكوفين من "النتائج".
(¬٤) "نتائج. الفكر": (ص/ ٢٣١).
(¬٥) في "الكتاب": (١/ ٢٤٧).
(¬٦) (ق): "واتفق".

الصفحة 320