كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

هذا جوابه وهو كما ترى غير شافٍ ولا كافٍ، فإن شدة عقابه من صفات الأفعال، وطَوله من صفات الأفعال، ولفظة "ذي" فيه لا تخرجه عن كونه صفة فعل كقوله تعالى: {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران: ٤] بل لفظ الوصف بـ "غافر وقابل" أدل على الذات من (¬١) الوصف بـ "ذي"؛ لأنها بمعنى: صاحبِ كذا، فالوصف المشتق أدلُّ على الذات من الوصف بها، فلم يشفِ جوابُه -رحمه الله- بل زاد السؤال سؤالاً!!.
فاعلم أن هذه الجملة مشتملة على ستة أسماء كل اثنين منها قِسْم، فابتدأها بـ "العزيز العليم"، وهما اسمان مطلقان، وصفتان (¬٢) من صفات ذاته وهما مجردان عن العاطِف.
ثم ذكر بعدهما اسمين من صفات أفعاله فأدخل بينهما العاطف، ثم ذكر اسمين آخرين: بعدهما (¬٣) وجرَّدهما من العاطف، فأما الأولان فتجريدهما من العاطف؛ لكونهما مفردين صفتين جاريتين على اسم الله وهما (ظ/٥٧ ب) متلازمان، فتجريدهما عن العطف هو الأصل، وهو موافق لسائر (¬٤) ما في الكتاب العزيز من ذلك، كالعزيز العليم (¬٥)، والسميع البصير، والغفور الرحيم (¬٦).
وأما {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}؛ فدخل العاطف بينهما، لأنهما
---------------
(¬١) "الذات من" سقطت: من (ظ)، و"على ذات" ساقطة من (د).
(¬٢) (ق): "نعم وصفيان".
(¬٣) بعدها في (ق) كلمة لم أتبينها ورسمها (عر)!.
(¬٤) (ظ ود): "لبيان".
(¬٥) (ق): "الحكيم".
(¬٦) "والسميع ... الرحيم" ليست فى (ظ ود) وفي (ق) زيادة "واو" بين "السميع البصير".

الصفحة 334