كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

الفائدة، فذلك المقدر في النعوت المقطوعة لهذا المحققِ في النعوتِ المعطوفة، والحمد لله على ما منَّ به وأنعم، فإنه ذو الطَّولِ والإحسان.
تَتِمَّة (¬١): تأمَّل كيف وقع الوصف بشديد العقاب بين (¬٢) صفتي رحمة قبله (¬٣)، وصفة رحمة بعده. فقبله: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} وبعده: {ذِي الطَّوْلِ} ففي هذا تصديق الحديث الصحيح وشاهد له (¬٤)، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَه فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي" (¬٥) وفي لفظ: "سَبَقَتْ غَضَبِي" (¬٦) وقد سَبَقت صفتا الرحمة هاهنا وغَلَبت.
وتأمل كيف أفتتح الآية بقوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [غافر: ٢] والتنزيل يستلزم عُلوَّ المنزَّل من عنده، لا تعقل العربُ من لغتها بل ولا غيرها من الأمم السليمة الفطرة (¬٧) إلا ذلك. وقد أَخْبرَ أن تنزيل الكتاب منه. فهذا يدل على شيئين: أحدهما: علوه تبارك وتعالى على خلقه. والثاني: أنه هو المتكلم بالكتاب المنزل من عنده (¬٨) لا غيره، فإنه أخبر أنه منه، وهذا يقتضي أن يكون منه قولاً كما أنه منه تنزيلاً، فإن غيره لو كان هو المتكلِّم به لكان الكتاب من ذلك الغير،
---------------
(¬١) (د): "فائدة".
(¬٢) (ظ ود): "هي".
(¬٣) ليست في (ق).
(¬٤) "وشاهد له" ليست فى (ق).
(¬٥) أخرجه البخاري رقم (٣١٩٤)، ومسلم رقم (٢٧٥١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬٦) للبخاري رقم (٧٤٥٣)، ومسلم بعد الحديث السابق.
(¬٧) "السليمة الفطرة" ليست في (ق).
(¬٨) "من عنده" ليست في (ق).

الصفحة 336