كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

لأنه اسم مخصوص بشخص فكأنه حين خَصَصْته بالذكر نفيتَ المرور عن عَمرو، ثم أكدتَ ذلك النفي بـ "لا".
وأما الكلام المنفيّ فلا يعطف عليه بـ "لا"؛ لأن نفيكَ الفعل عن "زيد" إذا قلت: "ما قام زيد"، لا يُفهم منه نفيه عن "عَمْرو"، فيؤكَّد بـ "لا".
فإن قلت: أُكِّدَ بها النفيُ المتقدِّم.
قيل لك: وأيُّ شيءٍ يكونُ حينئذٍ (¬١) إعراب "عَمْرو"، وهو اسم مفرد، ولم يدخل عليه عاطف يعطفه على ما قبله؟ فهذا لا يجوز إلا أن تجعله مبتدأ وتأتي [له] بخبر، فتقول: "ما قام زيد لا عَمْرو هو القائم"، وأما إن أردت تشريكهما في النفي فلابُدَّ من الواو، إما وحدها وإما مع "لا"، ولا تكون "الواو" عاطفة ومعها "لا".
وأما قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} فإن معنى النفي موجود في "غير".
فإن قيل: فهلَاّ قال: " [لا] (¬٢) المَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَلا الضَالِّينَ" (¬٣).
قيل: في ذكر "غير" بيان للفضيلة للذين أنعم عليهم، و [تخصيص] (¬٤) لنفي صِفَة الضلال والغضب عنهم، وأنهم الذين أنعم عليهم (¬٥) بالنبوة والهدى دون غيرهم، ولو قال: "لا المغضوب عليهم"، لم يكن في
---------------
(¬١) ليست في (ق).
(¬٢) من "النتائج".
(¬٣) من قوله: "فإن معنى ... " إلى هنا ساقط من (ق).
(¬٤) تحرفت في الأصول، والمثبت من "النتائج".
(¬٥) من قوله: "وتخصيص ... " إلى هنا ساقط من (د).

الصفحة 351