كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

يتضمن الآخر وزيادة.
وقول سيبويه: "إن الفعل أمثلة أُخِذَت من لفظ أحداث الأسماء" (¬١)؛ هو بهذا الاعتبار، لا أنّ العرب تكلموا بالأسماء أولًا، ثم اشتقوا منها الأفعال، فإن التخاطب بالأفعال ضروري، كالتخاطب بالأسماء، لا فرق بينهما، فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي (¬٢)، وإنّما هو اشتقاق تلازم، سُمِّي المتضمِّن (¬٣) -بالكسر-: مشتقًا، والمتضمّن. -بالفتح-: مشتقًّا منه، ولا محذور في اشتقاق أسماء الله -تعالى- بهذا المعني.
فائدة (¬٤)
استبعد قوم أن يكون الرحمن، نعتًا لله، من قولنا: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)} [الفاتحة: ١]، وقالوا: "الرحمن، عَلَم، والأعلام لا ينعت بها، ثم قالوا: هو بدل من اسم الله. قالوا: ويدل على هذا أن "الرحمن" علم مختص بالله لا يشاركه فيه غيره، فليس هي" كالصفات التي هي: العليم والقدير، والسميع والبصير، ولهذا تجري على غيره تعالى. قالوا: ويدل عليه -أيضًا- وروده في القرآن. غير تابع لما قبله، كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (¬٥)} [طه: ٥]، {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)} [الرحمن ١ - ٢]، {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ} [الملك: ٢٠]، وهذا شأن الأسماء
---------------
(¬١): "الكتاب" (١/ ١٢).
(¬٢) (ق): "فالاستعارة هنا ليس هو اشتقاق بادي"! وهو تحريف.
(¬٣) (ق ود): "المتضمن فيه".
(¬٤) انظر: "نتائج الفكر": (ص/ ٣٥).
(¬٥) ليست في (ق).

الصفحة 40