كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
الكلام إلا لهذا، ففي هذا (¬١) الجواب إبطال خاصية "لو" التي فارقت بها سائر أدوات الشرط.
وقال غيره: "لو" في أصل (¬٢) اللغة لمطلق الربط، وإنما اشتهرت في العرف في انقلاب ثبوتها نفيا وبالعكس، والحديث إنما ورد بمعنى اللفظ في اللغة.
حَكَى هذا الجواب القَرَافي (¬٣) عن الخُسْرُوشَاهِي (¬٤)، وهو أفسد من الذي قبله بكثير!! فإن اقتضاء "لو" لنفي الثابت بعدها وإثبات المنفي، متلقى من أصلِ وَضْعها لا من العرْف (¬٥) الحادِث، كما أن معاني (¬٦) سائر الحروف؛ من نفي أو تأكيد أو تخصيص، أو بيان أو ابتداءٍ أو انتهاء؛ إنما هو متلقًى من الوضع لا من العرف، فما قاله ظاهر البُطْلان.
الجواب الثالث: جواب الشيخ أبي محمَّد ابن عبد السلام (¬٧) وغيره، وهو: أنَّ الشيء الواحد قد يكون له سبب واحد، فينتفي عند انتفائه، وقد يكون له سببان، فلا يلزم من عدم أحدهما عدمه؛ لأنَّ
---------------
(¬١) من (ق).
(¬٢) من (ق).
(¬٣) هو: أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن أبو العباس القرافي المالكي الأصولي الفقيه ت (٦٨٤) , صاحب التصانيف، ومنها: "الفروق" الذي ينقل منه المؤلف.
انظر: "الديباج المذهب": (ص/ ٦٢)، و"شجرة النور": (ص/ ١٨٨).
(¬٤) هو: عبد الحميد بن عيسى بن عمويه بن يونس أبو محمد الخُسْرُوشاهي ت (٦٥٢).
انظر: "شذرات الذهب": (٥/ ٢٥٥)، و"الأعلام": (٣/ ٢٨٨).
(¬٥) (ظ ود): "الحرف"!.
(¬٦) سقطت من (ق).
(¬٧) هو: عبد العزيز بن عبد السلام، سلطان العلماء، ت (٦٦٠).