كتاب بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

لم يركعْ دونَ الصَّفِّ، وإذا علم أنه لا يدركُ ركَعَ، واثنان أحَبُّ إليَّ أن يُكَبِّرا جميعًا، ويَدِبَّا إلى الصَّفّ (¬١).
قال أبو حفص: ووَجْه هذه: ما روى عبد الله بن أحمد: حدثنا زكريا بنُ يحيى، حدثنا إبراهيمُ بن سعد الزُّهْرىُّ، عن قَبيصَةَ بن ذُؤَيْب، قال: رأيتُ زيدَ بن ثابت يدخلُ المسجدَ والقوم ركوعٌ فيركعُ ثم يَدِبُّ حتى يَصلَ إلى الصَّفِّ، وعن ابن مسعود مثله (¬٢).
ابن جُرَيْج, عنْ عطاء، أنه سمع ابن الزبير على المنبر يقول للناس: إذا دخلَ أحدُكُم المسجد والناس ركوعٌ فليرْكَعْ حين يدخلُ، ثم لْيَدِبَّ راكعًا حتى يدخل في الصَّفِّ فإن ذلك من السّنة، قال عطاء: وقد رأيتُه هو يفعلُ ذلك (¬٣).
قال أبو حفص البرمكيُّ: وقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بَكرَةَ: "لا تَعُد"، نهيٌ عن شدة السَّعْي (¬٤)، بدليل قول ابن الزبيرِ: فإنَّ (¬٥) ذلك من السُّنة.
فائدة
قال أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم (¬٦) -في رجل مكفوف
---------------
(¬١) "مسائل ابن هانئ": (١/ ٤٦)، وفيها: "ويدنوا إلى الصف".
(¬٢) تقدم (٣/ ٩٦٩).
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق -مختصرًا-: (٢/ ٢٨٤)، وابن خزيمة رقم (١٥٧١)، والحاكم: (١/ ٢١٤) وصححه.
(¬٤) وقال الشافعي -رحمه الله-: "قوله: "لا تعد" يشبه قوله: "لا تأتوا للصلاة تسعون" يعني -والله أعلم- ليس عليك أن تركع حتى تصل إلى موقفك لما في ذلك من التعب، كما ليس عليك أن تسعى إذا سمعت الإقامة" اهـ نقله البيهقي في "الكبرى": (٢/ ٩٠).
(¬٥) من قوله: "للناس: إذا ... " إلى هنا ساقط من (ق).
(¬٦) هو: إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النَّيسابوري أبو يعقوب، له مسائل عن أبى =

الصفحة 970