كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

(لكنّ) إن خفّفتها فأهملا ... ويونسٌ مجوزٌ أن تَعملا
وعن يونسَ أنه حكى ذلك عن العرب، وبه قال الأخفش (¬١).
وكأن يصوغ فِعْلي التعجب أو صيغةَ التفضيل من أفعل الرباعية، فيقول السائل: هذه العبارة غلط؛ لمخالفتها القاعدة العربية، وهي أن فِعْلي التعجب وصيغةَ التفضيل لا يُصاغ شيء منهما إلا من الثلاثي.
فيقول المجيب: ظاهر كلام سيبويه جوازُ صوغ كل ذلك من أفعل -وهو مذهب أبي إسحاق (¬٢)، وقال به ابن عصفور (¬٣) - إن كانت همزة (أفعل) لغير النقل من اللزوم إلى التعدي مثلًا.
وكأن يقول: هذا يضرُب هذا -بضم الراء في (يضرُب) -، وهذا يكتِب -بكسر التاء في (يكتِب) -. فيقول السائل: العبارة خطأ؛ لأن المشهور المستفيضَ عن العرب كسرُ راء (يضرِب)، وضم تاء (يكتُب).
---------------
(¬١) إن كان الكبير فهو أبو الخطاب، عبد الحميد بن عبد المجيد، توفي سنة ١٧٧ هـ، وإن كان الأوسط فهو أبو الحسن، سعيد بن مسعدة البصري، توفي سنة ٢١٥ هـ، وإن كان الصغير فهو علي بن سليمان، توفي سنة ٣١٥ هـ.
انظر نزهة الألباء لابن الأنباري: ص ٤٤، ١٠٧، ١٨٥.
(¬٢) (أبو إسحاق) كنية عدةٍ من النحويين، منهم اليزيدي، والزيادي، والزجاج، والأقرب أن المراد هنا إبراهيم بن سفيان الزيادي؛ فغن له نكتًا على كتاب سيبويه ذكرها السيرافي في شرحه، توفي سنة ٢٤٩ هـ، انظر نزهة الألباء: ص ١٥٧.
(¬٣) هو علي بن مؤمن بن محمد، النحوي، الحضرمي، الإشبيلي. حياته ما بين (٥٩٧ - ٦٦٣)، انظر بغية الوعاة للسيوطي (٢/ ٢١٠).

الصفحة 267