كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

العبارة لا بد أن يكون مستندًا فيه لقول إمام، كما ذكرنا عن يونس وابن عصفور، أو طائفةٍ كما ذكرنا عن الكوفيين، أو كونه مطّردًا، أو لغةً لبعض القبائل، أو موافقًا لقراءة سبعية مثلًا.
ومثال ما هو موافق للغة بعض العرب إهمالُ (أن) ورفعُ المضارع بعدها حملًا على (ما) المصدرية، كقوله:
أن تقرآن على أسماءَ ويحكما ... منى السلام [وألا] (¬١) تشعرا أحدا (¬٢)
وإهمال (لم) ورفع المضارع بعدها حملًا على ما النافية كقوله:
لولا فوارس من نعم وأسرتهم ... يوم الصليقاء لم يوفون بالجار (¬٣)
ومثال الموافق لقراءة سبعية العطف على ضمير خفض من غير إعادة الخافض، كقراءة حمزة {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١] بخفض (الأرحامِ) معطوفًا على الضمير المخفوض (¬٤).
وكالفصل بين المضاف والمضاف إليه بمفعول المضاف، كقراءة ابن عامر (¬٥) {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الأنعام: ١٣٧] ببناء (زُين) للمفعول، ونصب (أولادَهم)،
---------------
(¬١) في المطبوع: (ولا)، والتصويب من المصادر.
(¬٢) البيت في "الأضداد" لأبي بكر ابن الأنباري ص ١٢٣، وقبله بيتان، والمفصل للزمخشري ص ٣٧٥، دار إحياء العلوم، ١٤١٠ هـ، وغيرهما بدون تسمية قائله.
(¬٣) البيت في خزانة الأدب برقم (٦٧٦).
(¬٤) انظر السبعة لابن مجاهد: ص ٢٢٦.
(¬٥) السبعة ص: ٢٧٠.

الصفحة 270