كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

فصل في المصادرة
وهي في اصطلاح أهل هذا الفن جعل نتيجة الدليل هي إحدى مقدمات الدليل بتغيير في اللفظ يكون سببًا لتوهم المغايرة بين النتيجة والمقدمة.
كأن يقول: (هذا أسدٌ وكل أسد ليث)، ينتج: (هذا ليث) وهذه النتيجة هي نفسى الصغرى التي هي (هذا أسد)؛ إذ لا فرق بين (هذا أسد) و (هذا ليث)؛ لترادف الليث والأسد.
وكأن يقول: (هذه نقلة، وكل نقلة حركة)، ينتج: (هذه حركة)، وهذه النتيجة هي صغرى الدليل التي هي (هذه نقلة)؛ لترادف النقلة والحركة.
وينبغي اجتناب المصادرة في المناظرة؛ لما فيها من الإيهام الذي بيّنّا، والمكابرةُ قد قدمنا معناها وأنها غير مقبولة (¬١).

فصل في المعاندة
وهي في اصطلاح أهل هذا الفن المنازعة بين شخصين لا يفهم أحدهما كلام الآخر، وهو يعلم فساد كلامه الذي تكلم به.

فصل في المجادلة
وهي في اصطلاحهم المنازعةُ لا لإظهار الحق، بل لإلزام
---------------
(¬١) راجع ص ٢٣٢.

الصفحة 272