كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

وإن لم تسور بالسور المتعارف للكلية السالبة؛ لأن السور المتعارفَ لها أَن يقال مثلًا: (ولا شيء ممن لا يقدر على ذلك بربي).
واعلم أن ضابط العدول في الاصطلاح هو اقتران السلب بالمحمول؛ بأن يكون السلب بعد الرابطة، وهي (¬١) في الاصطلاح: اللفظُ الدال على ثبوت المحمول للموضوع.
ولما كانت اللغة العربية غيرَ محتاجة إلى الرابطة؛ للاكتفاء عنها بالاشتقاق والاضافة ومطلق الإسناد، نحو (زيد أخوك)، اصطلحوا على أن يجعلوا الرابطة هي ضمير الفصل، فكل سلب كان مقترنًا بالمحمول بعد ضمير الفصل فهو العدول، وما سوى ذلك يسمى بالتحصيل.
فمثال المعدولة الموجبةِ: زيد هو ليس عالمًا.
ومثال السالبة المحصّلة: زيد ليس هو عالمًا.
ومثال المحصَّلة الموجبة: زيد عالم.
ومثال المعدولة السالبة: ليس زيد هو ليس عالمًا.
فالمعدولة السالبة يرجع معناها إلى معنى المحصلة الموجبة؛ لأن نفي النفي فيها إثبات، فيؤول للمحصلة الموجبة.
والسالبة المحصلة والموجبة المعدولة يتعذر الفرق بينهما.
---------------
(¬١) أي الرابطة.

الصفحة 282