كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

فالسالبة المحصلة كقولك: زيد هو ليس عالمًا، والمعدولة الموجبة كقولك: زيد ليس هو عالمًا.
وحاصل الفرق بينهما في اللفظ أن السلب في المعدولة بعد الضمير، وفي المحصلة قبله.
والأقدمون من علماء المنطق يفرّقون بينهما بأن الموجبة المعدولةَ تقتضي وجود الموضوع، والسالبةَ المحصلة لا تقتضي وجود الموضوع.
وقد أوضحت في أرجوزتي في فن المنطق أن هذا الفرق بينهما الذي اعتمده الأقدمون من المنطقيين فرق باطل، وأن الموجبة لا تقتضي وجود الموضوع كالسالبة، وذلك في قولي في الأرجوزة المذكورة:
والفرق بين السالب المحصّلْ ... وذي عدولٍ موجَبٍ لم يُعقلْ
وبعضُهم بينهما قد فَرَّقا ... ونور وجه الفرق لي ما أشرقا
والفرق باقتضاء موجَبٍ فقط ... وجودَ موضوعٍ يحثٍ قد سقطْ
إذ كل محمول لديهم عدمي ... أو بين ذي الوجودِ مع ذي العدمِ
مشترك فحمْلُه إذًا على ... موضوعِهِ المعدومِ قطعًا قُبلا
ألا ترى في قولنا: المعدومُ ... ممكنٌ أو مذكورٌ أو مفهومُ
فهذه موجَبةٌ لن يوجَدا ... موضوعُها فما اقتضته أبدا

الصفحة 283