كتاب آداب البحث والمناظرة (اسم الجزء: 1)

والمناظرة"، وكان لا بد من وضع مذكرة تُمكّن طلاب الفن من مقصودهم، فوضعنا هذه المذكرة، وبدأناها بإيضاح القواعد التي لابدّ منها من فن المنطق لآداب البحث والمناظرة، واقتصرنا فيها على المهم الذي لا بد منه للمناظرة، وجئنا بتلك الأصول المنطقية خالصةً من شوائب الشُّبه الفلسفية، فيها النفع الذي لا يخالطه ضررٌ البتة؛ لأنها من الذي خلّصه علماء الإسلام من شوائب الفلسفة، كما قال العلامة شيخ مشايخنا وابن عمنا المختار بن بونة (¬١) -شارحُ الألفية والجامعُ معها ألفيةً أخرى من نظمه تكميلًا للفائدة- في نظمه في فن المنطق:
فإن تقُلْ حرّمه النواوي ... وابنُ الصلاح والسيوطي الراوي
قلتُ نرى الأقوال ذي المخالِفةْ ... محلُّها ما صنف الفلاسفةْ
أما الذي خلّصه من أسلما ... لا بد أن يعلم عند العلما
وأما قول الأخضري (¬٢) في سلمه (¬٣):
فابنُ الصلاح والنواوي حرما ... وقال قوم ينبغي أن يُعْلما
---------------
(¬١) مترجم في "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" لأحمد بن الأمين الشنقيطي، ص ٢٧٧ - ٢٨٣، قال: كان حيا في أوائل القرن الثالث عشر.
(¬٢) عبد الرحمن بن محمد الجزائري، توفي سنة ٩٨٣ هـ. الأعلام للزركلي (٣/ ٣٣١).
(¬٣) السلم المنورق -أو: المرونق، وجهان-: ص ٢٥ - ٢٧، مع حاشية الباجوري، وتقريرات الأنبابي، مطبعة الحلبي بمصر، ١٣٤٧ هـ.

الصفحة 5