كتاب حسن البنا - الرجل القرآني

عن الأسئلة التي كان بعضها يتصل بشخصيته وحياته وأسرته.

وقد سئل مرة بعد أن ترك عمله في الحكومة ورفض مرتب الجريدة الضخم الذي كان يبلغ مائة جنية .. مم يأكل .. فقال في بساطة: كان محمد يأكل من مال خديجة وأنا آكل من مال (أخ خديجة) يقصد صهره ..

وكان أعجب ما في الرجل صبره على الرحلات في الصعيد .. هذه الرحلات التي لا تبدأ إلا في فصل الصيف حيث تكون بلاد الوجه القبلي في حالة غليان .. وفي أحشائها ينتقل الرجل بالقطار والسيارة والدابة وفي القوارب وعلى الأقدام.

وهناك تراه، غاية في القوة واعتدال المزاج .. لا الشمس اللافحة ولا متاعب الرحلة .. تؤثر فيه ولا هو يضيق بها تراه منطلقًا كالسهم، منصوب القامة يتحدث إلى من حوله، ويستمع، ويفصل في الأمور.

وقد أمدته هذه الرحلات في خمسة عشر عَامًا، زار خلالها أكثر من ألفي قرية، زار كل قرية بضع مرات، بفيض غزير من العلم والفهم للتاريخ القريب والبعيد وللأسر والعائلات والبيوتات وأحداثها وأمجادها

الصفحة 13