كتاب حسن البنا - الرجل القرآني

ليس هو الإسلام ولكنهم المسلمون: اسمًا ووراثة، هؤلاء الذين لو فهموا حقيقتهم لوصلوا».

وحدثني بعض أتباع الرجل القرآني عما لقي الرجل إبان زيارته لأرض الحجاز، وكيف تقاطرت علي بيته الذي كان ينزل فيه وفود المسلمين من إندونيسيا وجاوة وسيلان والهند ومدغشقر وربونيون ونيجيريا والكامرون وإيران والأفغان تتعرف عليه وتجتمع به وهو مع كل مجموعة يتحدث عن أمور هي مصدر اهتمام الفريق الذي يلتقي به، يحدثهم عن قضاياهم ومشاكلهم فيبهرهم كأنه قادم على التو من بلادهم وليسوا هم القادمين عليه.

وكان فريق من أتباعه يهرعون إليه يحدثونه عما يقول بعض المتشددين فيقول: «لا توحيد بغير حب، لا توحيد بغير حب».

وأعجب العجب أن تستمع إلى الكلمات التي يلقيها الرجل إلى أتباعه: وفيها تتمثل التضحية الخالصة والإيمان:
«إننا قد عرفنا الطريق إلى أوطاننا الإسلامية: إنها هي الجهاد والموت والفداء: إنما هي الطريق الوحيد الذي سلكه المؤمنون في كل زمان ومكان».

الصفحة 32