كتاب الباعث على شرح الحوادث
* ولا تعجب إذا ذكرت حديثًا أن ترى الأبصار كلها تلتفت إليك، ومن ثَمَّ يسألونك (من صحابيَّه؟ ومن أخرجه؟ وما حاله؟) هكذا، دائمًا وأبدًا لا يسمحون بمرور حديث على أسماعهم إلا وطالبوك بصحة الحديث ومخرِّجه، هكذا غرس الشيخ في نفوس طلبته، فجزاه الله خيرًا.
الحفظ: الحفظ في دمّاج شيء عجيب، وأمر غريب، فليس عجبًا أن ترى كثرة يحفظون " عمدة الأحكام "، بل و " بلوغ المرام " و " رياض الصالحين "!! بل حتى " الصحيحين "، فإن الحفظ في دماج يصبح ملكة طبيعية في مثل هذا الجو العلمي الزاخر، وفي هذه البيئة الخالية من الشواغل.
الزهد والبساطة:- ترى الشيخ وطلابه من أبعد الناس عن الدنيا والتطلع إليها فهم زاهدون فيها، فرحون بما هم فيه من العلم والدعوة، على قلة ذات اليد، لا يبغون عمَّا هم فيه صرفًا ولا تحويلًا، قد ألفوا شغف العيش وأخسنه (¬1) وتعلموا الصبر والصمود في أقسى الظروف، لا يثنيهم عن ترك ما هم فيه جوع ولا فقر، ولا نقص نفقة أو مال، بل همَّهم العلم والدعوة، ويكابدون من أجل ذلك التعبَ والجهد والمشقة، لكنه بالنسبة لهم أحلى من العسل؛ فقد خالط العلم والتعليم قلوبهم فوجد فيه مستقره.
¬_________
(¬1) كذا في الأصل، والصواب: أخشنه. كما هو ظاهر العبارة. أبو عمر
الصفحة 117
127