كتاب بين الرشاد والتيه

وإنها الطريقة نفسها التي أوحت إلى (جونسون)، من دون شك، أن يصرح قبيل الخامس من حزيران (يونيو)، بأن أمريكا محايدة من حيث النية ومحايدة مين حيث القول ومحايدة من حيث العمل.
وبعبارة أخرى؛ إنها ليست هي التي ستفجر القنبلة التي صنعتها، وأعدتها لليوم الموعود ضد العرب، ولكن على الرغم من شدة هذا التحفظ لم ير أحد (جونسون) يطوي في جيبه شراع الاسطول السادس في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وهكذا رأينا، بل أرونا في لحظة (الفلاش) إسرائيل أمام العدسات الكبيرة وأجهزة الإذاعة والإعلام.
إن القلم يتوقف ... !
ولقد توقف في المرة السابقة، في لحظة تفرضها ذكرى الأبطال الذين سقطوا تحت قنابل الغرب وقد كتب على جوانبها إسرائيل.
أما اليوم فإنه يتوقف في لحظة غثيان ... !
فكل ما يحدث من تصفية هو خسارة على حساب الإستعمار.
فقد لاحظنا في الأضواء التي أطلقتها أجهزة الإعلام لحظة (الفلاش)، تلك التقدمية المتبجحة التي خدعت باسم النزعة الإنسانية، كثيرا من الناس في بلادنا، أثناء الثورة، وهي تنضم لجانب إسرائيل (1).
وإن هذا لكسب لنا في الحقيقة، إذا خلصنا عقولنا في سحر الأسطورة التي يسمونها (التقدمية)، وخسارة للجانب الآخر حين تنكشف إحدى وسائله في تخدير عقولنا، وهو منذ اليوم لن يستطيع استخدامها في ظروف أخرى،
__________
(1) نشير بوجه خاص إلى المثقفين الفرنسيين الذين نشروا بلاغاتهم قبيل الأحداث بأسبوع.

الصفحة 116