كتاب بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= * والزهري:
هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهابٍ.
وهو ثقةٌ، جبلٌ، حافظٌ، ربما دلَّس.
وأنكر بعضُ أصحابنا أن يكون ابن شهاب مدلسًا، واستعظم ذلك جدًّا، وبالغ حتى زعم أن مخالفهُ: "تردى في وهدةٍ سحيقةٍ"! وأنه: "ادعى باطلًا ليس له فيه سلفٌ"!
كذا قال!!
وإنكار المشار إليه، هو الذي ينبغي أن يُستعظم، فقد وصفه بالتدليس الشافعىُّ، والدَّارقطنىُّ، وغيرهما، على ما ذكره الحافظ في "طبقات المدلسين".
وذكره الذهبىُّ في أول "منظومته" في المدلسين، فقال:
خُذِ المُدَلِّسِيْن يَاذَا الفِكْرِ ... جَابِرٌ الجُعْفِىُّ ثُمَّ الزُّهْرِيّ
بل قال الرهانُ الحلبى في "التبيين":
"مشهور به"! كذا قال! وليس بصوابٍ عندي.
فقد قال الحافظ في "الفتح" (2/ 5):
" ... وابنُ شهاب جُرب عليه التدليس".
وقال في "موضع آخر" منه (10/ 427):
" ... وإدخالُ الزهري بينه وبين عروة رجلًا، مما يؤذن بأنه قليل التدليس".
وصرّح بذلك الذهبىُّ تصريحًا، فقال في "الميزان":
"كان يُدلِّسُ في النادر".
نعم، ينكر على بعض المشتغلين بالعلم أن يُعلُّوا الحديث بعنعنة =

الصفحة 17