كتاب بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= محمد بن عباد بن جعفر جميعًا، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يُحدث به عن الوليد عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يُحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفرٍ، والله أعلم". اهـ.
وقال الحاكمُ:
"هذا خلاف لا يوهنُ هذا الحديث، فقد احتجَّ الشيخان جميعًا بالوليد ابن كثير، ومحمد بن عباد بن جعفر (.....) (¬1) وإنما قرنه أبو أسامة إلى محمد بن جعفر ثمَّ حدَّث به مرةً عن هذا، ومرةً عن ذاك .. ثمَّ قال بعد رواية شعيب بن أيوب:
¬__________
(¬1) هنا سقطٌ من "المستدرك المطبوع" ثمَّ وجدتُه والحمد لله.
ففي "ذيل الميزان" (647) للحافظ العراقي في ترجمة محمد بن عباد بن جعفر، قال: "تكلَّم فيه الحاكم في "المستدرك" عقب حديث القلتين، فقال: احتج الشيخان جميعًا بالوليد بن كثير ومحمد بن جعفر بن الزبير، قال: فأمّا محمد بن عباد بن جعفر فغيرُ مُحتجّ به، وإنما قرنه أبو أسامة إلى محمد بن جعفر، ثُمَّ حدَّث به مرة عن هذا، ومرةً عن ذاك. وقد تعقبه البيهقيُّ في "الخلافيات" فقال: "قولُ شيخنا رحمه الله في محمد ابن عباد بن جعفر أنه غير محتجٍ به سهوٌ منه، فقد أخرج البخاريُّ ومسلم حديثه في غير القلتين في الصحيح، فاحتجا به". اهـ.
قال الحافظ العراقي:
"قلتُ: إن أراد الحاكمُ أنه غيرُ محتج به في "الصحيحين" فهو وَهمٌ فقد احتجا به في حديثه عن جابرٍ في النهى عن صوم يوم الجمعة، واحتج به البخاريُّ في حديثه عن ابن عباسٍ في نزول قوله تعالى: {ألا إنهم يثنون صدورهم}، واحتج به مسلمٌ في حديث له عن ابن عمر وحديثٍ له عن أبي هريرة وغير ذلك وإن أراد أنه غير محتجٍ به مطلقًا فليس كذلك، فقد وثقه ابنُ معين وأبو زرعة، وأبو حاتمٍ، وابنُ سعدٍ، وابنُ حبان، وروى عنه الأئمةُ: الزهريُّ وابن جريح والأوزاعيُّ، ولم أر لغير الحاكم فيه جرحًا، وعلى تقدير أن يكون الحاكمُ أراد أنه غير محتجٍ به في "الصحيحين" فلا ينبغى أن يكون تضعيفًا لأنَّ جماعةٌ من الثقات لم يحتج بهم الشيخان، ولم يُتكلم فيهم بجرحٍ. والله أعلم". اهـ.

الصفحة 30