كتاب بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= وكان من أرسل إذا سمى، لا يسمى إلا ثقةً، وذلك مفقودٌ في المرسلين المذكورين علي ما هو ظاهر من سنديهما، والله أعلم" اهـ.
أمَّا مرسل عبد الله بن معقل بن مقرن، فقد:
أخرجه الدارقطنيُّ (1/ 132) , والبيهقيُّ (2/ 428)، وابنُ الجوزي في "التحقيق" (1/ 42/ 60) جميعًا عن أبي داود، وهذا في "سننه" (381) وفي "المراسيل" (ق 7/ 1) من طريق جرير بن حازم، قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن، قال: صلى أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة (¬1)، قال فيه: وقال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه، وأهريقوا عن مكانه ماء".
قال أبو داود: "وهو مرسلٌ. ابْنُ معقلٍ لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ.
وقال الخطابى:
"هذا الحديث ذكره أبو داود وضعفه، فقال: مرسل".
فتعقَّبه البدرُ العينى في "عمدة القاري" (3/ 125):
"لم يقل أبو داود: هذا ضعيفٌ، وإنما قال: مرسلٌ" (¬2) اهـ.
* قُلْتُ: ولا طائل تحت هذا التعقُّب, لأن الخطابى لم ينسب المقالة لأبي داود باللفظ، إنما بالمعنى, لأن المرسل من قسم الحديث الضعيف، =
¬__________
(¬1) يعني قول الأعرابى: ارحمنى ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا.
(¬2) وإنما جرَّ العينى إلى هذا التعقب أنه من الأحناف، وهم يحتجون بالمرسل، وهذا بخلاف ما عليه الجماهير من أهل الحديث. والله الموفق.

الصفحة 55