كتاب بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= لا يقوم بمثله حجةٌ. ويحيى بن سعيد أحفظ من صفوان بن سليم وأثبت من سعيد بن سلمة.
قال الشيخ: وهذا مبنيّ على تقديم إرسال الأحفظ على إسناد من دونه، وهو مشهور في الأصول.
* الرابعة: الاضطراب. فوقع في رواية محمد بن إسحاق. عبد الله بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما رواية يحيى بن سعيد، فقيل: عنه، عن المغيرة ابن أبي بردة، عن رجلٍ من بني مدلج، عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذه رواية أبي عبيد القاسم بن سلّام عن هشيم، عن يحيى، ورواه بعضهم عن هشيم، فقال فيه: "المغيرة بن أبي برزة" (¬1) .. وقيل فيه: عن المغيرة ابن عبد أنَّ رجلًا من بني مدلجٍ أتى النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة، أنَّ رجلًا من بني مدلجٍ، وفي رواية: عبد الله بن المغيرة، عن رجل من بني مدلجٍ. وقيل: عن عبد الله بن =
¬__________
(¬1) قال البخاريُّ: "وهم -يعني: هشيمًا- فيه، وهشيم يهم في الإسناد".
نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" (1/ 136)، ولكن اعترضه ابنُ دقيق العيد فقال: وهذا الوهم إنما يلزم هشيمًا إذا اتفقوا عليه فيه، فأما وقد رواه أبو عبيد عن هشيم على الصواب، فالوهم ممن رواه عن هشيم" اهـ.
* قُلْتُ: بشرط أن يكون الراوى عن هشيم أقل ضبطًا من أبي عبيد وغيره، فإن كان ثقة حافظًا، فقد يترجح أن الوهم من هشيم، فإذا كان ممن يهم في الإسناد، فلا مانع أن يرويه مرة على الصواب ومرة على الخطأ. والله تعالى أعلم.
[تنبيه] كلامُ البخاري هذا نقله البيهقيُّ في "المعرفة" (1/ 158) عن الترمذيّ وعزاه إليه. ووهم في ذلك، فإنما نقله الترمذي عن البخاري. والله الموفق.

الصفحة 99