كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح-الصفا

صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن كان عبداً حبشياً فأنه من يعيش بعدي يرى اختلافاً كثيراً فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ومن أدركته منكم فعليه بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين عضواً عليها بالنواجذ.
حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن أبي زيد حماد بن دليل قال سمعت سفيان بن سعيد يحدثنا عن النضر عن عمر بن عبد العزيز كتب عامل له يسأل عن الأهواء فكتب إليه: أما بعد فأني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره، وأتباع سُنته وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سُنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُنة فإنها لك بإذن الله عصمة، وأعلم إن الناس لم يحدثوا بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فإن السُنة إنما سنها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم

الصفحة 37