كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح-الصفا

، فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه، فقد سبقتوهم إليه، ولئن قلت إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من أتبع غير سبلهم ورغب بنفسه عنهم، لقد تكلموا فيه بما يكفي، وصنفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محصر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم ىخرون فغلوا ، أنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.
نا أسد قال نا سعيد بن زيد قال سئل عاصم بن بهدله وأنا اسمع قيل يا أبا بكر أرأيت قوله تعالى )و على اللهِ قصدُ السبيلِ ومنها جائرٌ ولو شاءَ لهداكُم أجمَعينْ( قال نا أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال خط عبد الله خطاً مستقيماً وخط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فقال للخط المستقيم هذا سبيل الله وللخطوط التي عن يمينه وشماله هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه والسبيل المشترك كما قال الله تعالى )و إنَ هذا صراطي مستقيماً فأتبعوه ولا تتبعوا السبلَ فتفرق بكم عن سبيلهِ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون

الصفحة 38