كتاب بر الوالدين للبخاري - ط البخاري ت الشرقاوي

71 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، سمعت عروة، يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها، ترجف بوادره، فدخل وقال: زملوني زملوني، فلما سري عنه قال: صلى الله عليه وسلم لخديجة: أشفقت على نفسي، قالت خديجة رضي الله عنها: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصدق الحديث، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد، وكان تنصر، شيخ أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية، قالت له خديجة: أي عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره خبر ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً (1)، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، قال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل بما جئت به قط إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
__حاشية________
(1) في النسخة الخطية، وطبعة مكتبة الإمام البخاري: "جذعه". والمثبت عن طبعة دار الحديث الكتانية، وقال محققها في الحاشية: في الأصل: جذعة، تحريف صوابه ما أثبتناه من رواية البخاري كذلك في صحيحه، ومعنى جذعاً: شابا قويا حتى أبالغ في نصرتك.
- قلنا: جاءت هذه اللفظة في "صحيح البخاري" (3) من طريق يحيى بن بكير عن الليث، على وجهين:
الوجه الأول: "جَذَعٌ"، وذلك في رواية أبي ذَرٍّ عن الحَمُّويِي، ورواية الأَصِيلِيّ.
والوجه الثاني: "جَذَعًا"، وذلك في رواية البقية.

الصفحة 81