كتاب البيزرة

وقال أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان يصف الطَرَد:
ما العمر ما طالت به الدهورُ ... العمرُ ما تم به السرورُ
أيام عزي ونفاذِ أمري ... هي التي أحسِبُها من عمري
لو شئتُ مما قد قلَلْن جِدّا ... عددتُ أيام السرورِ عَدّا
أنعت يوماً مرّ لي بالشامِ ... ألذّ ما مرّ من الأيامِ
دعوتُ بالصقَّار ذات يومِ ... عند انتباهي سحراً من نومي
قلت له اختر سبعةً كبارا ... كلّ نجيبٍ يَرِدُ الغُبارا
يكون للأرنب منها اثنانِ ... وخمسةُ تُفْردُ للغزلانِ
واجعل كلاب الصيد نوبتَين ... تُرسِل منها اثنين بعد اثنين
ولا تؤخر أكلبَ العِراضِ ... فهنّ حتف للظباء قاضِ
ثم تقدمتُ إلى الفَهَّادِ ... والبازياريّين باستعدادِ
وقلت: إن خمسةً لتُقنعُ ... والزُّرّقان الفرخ والملمَّع
وأنت يا طبّاخ لا تباطا ... عجّل لنا اللبّاتِ والأوساطا
ويا شرابيّ البلسْقياتِ (؟) ... تكون بالراح مُيَسَّراتِ
بالله لا تستصحبوا ثقيلا ... واجتنبوا الكثرة والفضولا
ردّوا فلاناً وخذوا فلانا ... وضمنوني صيدكم ضَمانا
فاخترت لما وقفوا طويلا ... عشرين أو فُوَيْقها قليلا

الصفحة 156