كتاب البيزرة

عصابة أكرمْ بها عصابَهْ ... شرطك في الفضل وفي النجابْه
ثم قصدنا صيد (عينِ قاصرِ) ... مَظِنَّةَ الصيد لكل خابرِ
جئناه والأرض قبيل المغرب ... تختال في ثوب الأصيل المُذهب
وأخذ الدرّاجُ في الصياح ... مكتنفاً من سائر النواحي
في غفلةٍ عنا وفي ضلال ... ونحن قد زرناه بالآجالِ
يطرب للصبح وليس يدري ... أن المنايا في طلوع الفجر
حتى إذا أحسستُ بالصباح ... ناديتهم: حيّ على الفلاح
نحن نصلي والبزاة تُخرج ... مجرّداتٍ والخيولُ تُسرَج
وقلتُ للفهَّاد امضِ فأنفرد ... وصح بنا إن عنّ ظبيٌ واجتهِدْ
فلم يزل غير بعيدٍ عنا ... إليه يمضي ما يفرّ منا
وسرت في صف من الرجال ... كأنما نزحف للقتال
فما أستوينا حسناً حتى وقف ... غُلَيّم كان قريباً من شرف
ثم أتاني عجلاً قال: السّبَقْ ... فقلت: إن كان العيان قد صدق
سرتُ إليه فأراني جاثمه ... ظننتها يقظي وكانت نائمه
ثم أخذت نبلةً كانت معي ... ودرت دورين ولم أوسّع
حتى تمكنت فلم أخطِ الطلب ... لكل جتف سبب من السبب

الصفحة 157