كتاب البيزرة

اسوَدُ صياحٌ عظيم كرّز ... مطرّزٌ محلّك ملزّزُ
عليه ألوان من الثياب ... من حلل الديباج والعتّابي
فلم يزل يعلو وبازٍ يَسفُل ... يحرز فضل السبق ليس يغفل
يرقبه من تحته بعينه ... وإنما قد زاره لِحَينه
حتى إذا قارب فيما يحسَب ... معلقه والموت منه أقرب
أرخى إلى بُنّجِه رجليه ... والموت قد سابقه إليه
صحتُ وصاح القوم بالتكبير ... وغيرنا يضمر في الصدور
ثم تسايرنا فطارت واحده ... شيطانة من الطيور ما رده
(من قُرُبٍ فأرسلوا إليها ... ولم تزل أعينهم عليها)
فلم يعلّق بازُه وادّى ... من بعد ما قاربها وشدّا
فصحت هذا الباز أم دجاجه ... ليت جناحيه على دُرّاجه
فاحمرّت الأوجه والعيون ... وقال: هذا موضع ملعون
إن لزّها الباز اصابت بنَّجا (؟) ... أو سقطت لم تلق إلا مَدْرجا

الصفحة 159