كتاب البيزرة

ذي مِنسرٍ فخم وعين غائره ... وفخِذٍ ملءَ اليمين وافره
ضخم قريب الدستبان جدا ... يلقى الذي يحمل منه كدّا
وراحة تغمر كَفّي سبطه ... زاد على قدر البزاة بسطه
سُرّ وقال: هات، قلت: مهلا ... احلف على الردّ فقال كلا
أمّا يميني فهي عندي غاليه ... وكلمتي مثل يميني وافيه
قلت فخذه هبةً بقُبُله ... فصدّ عني وعلته خجله
(ثم ندمت غاية الندامه ... ولمت نفسي أكثر الملامه
على مزاحي والرجال خُطَّر ... وهو يزيد خجلاً ويحضر)
فلم أزل أمسحه حتى انبسط ... وهشّ للصيد قليلاًَ ونَشِط
صاح به اركب فاستقلّ عن يدي ... مبادراً أسرع من قول قدِ
ضم سباقيه وقال قد حصل ... قلت له الغرة من شر المعمل
سرتُ وسار الغادر العيَّار ... ليس لطيرٍ معنا مطار
ثم عدلنا نحو نهر الوادي ... والطير فيه عددُ الجراد
أدرت شاهينين في مكان ... لكثرة الصيد مع الامكان
دارا علينا دورة وحلَّقا ... كلاهما حتى إذا تعلَّقا
توازيا واطَّردا اطّرِادا ... كالفارسين التقيا أو كادا
ثَمَّت شدّا فأصادا أربعاً ... ثلاثة خضراً وطيراً أبقعا
ثم ذبحناها وخلصناهما ... وأمكن الصيد فأرسلناهما
فجدّلا خمساً من الطيور ... فزاد والرحمنِ في سروري

الصفحة 161