كتاب البيزرة

أربعةً منها انَيْسيان ... وطائراً يُعرف بالبيضاني
خيل تناجيهن حيث شيناً ... طيّعة ولُجمها ايدينا
فهي إذا ما رُفعت للعاده ... صَرّفها الجوع على الإراده
وكلَّما شدّا عليها في طَلَق ... تساقطت ما بيننا من الفرق
حتى أخذنا ما أردنا منها ... ثم انصرفنا راغبين عنها
إلى كَراكيّ بقرب النهر ... عشر أراها أو دُوَين العشر
لما رآها الباز من بعدٍ لصق ... وحدّد الطرف إليها وذرق
فقلت صدناها ورب الكعبه ... وكن في واد بقربٍ جَنْبه
فدرتُ حتى مَكَّنتْ ثم نزل ... فحطّ منها اقرعاً مثل الجمل
ما انحط إلا وأنا إليه ... ممكّناً كفي من رجليه
نزلت كي أشبعه إذا هيه ... قد نزلت من عن يمين الرابيه
فَشِلْتُه ارغب في الزياده ... وتلك للطراد شرّ عاده
لم اجزه بأحسن البلاء ... أطعتُ حرصي وعصيت رائي
فلم أزل اختلها وتنختل ... وإنما نختلها إلى الأجل
عمدتُ منها لكبيرٍ مفرد ... يمشي بعنق كالرشاء المُحصد
طار، وما طار ليأتيه القدر ... وهل لما قد حان سمعٌ أو بصر؟
حتى إذا جدّله كالعندلِ ... أيقنت أن العظم غير الفصل
ذاك على ما نلتُ منه أمر ... عثرت فيه واقال الدهر
خير من النجاح للإنسان ... إصابة الرأي مع الحرمان
صحت إلى الطبَّاخ ماذا تنتظر ... انزل على النهر وهات ما حضر

الصفحة 162