كتاب البلاغة العمرية

* فأول هذه الأقطاب: الخطب والأوامر.
* وثانيها: الكتب والرسائل.
* وثالثها: الحكم والمواعظ.
فأجمعتُ (¬1) بتوفيق الله جلّ جلاله على الابتداء باختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب، ثم محاسن الحِكَم والأدب، مفرداً لكلّ صنف من ذلك باباً، ومفصَّلاً فيه أوراقاً، لتكون مقدمة لاستدراك ما عساه يشذّ عنّي عاجلاً، ويقع إليّ آجلاً.
ولا أدَّعي - مع ذلك - أنّي أحيط بأقطار جميع كلامه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (¬2) حتّى لا يشذَّ عني منه شاذّ، ولا يَنِدَّ نادّ (¬3)، بل لا أبعد أن يكون القاصر عني فوق الواقع إليّ، والحاصل في رِبْقتي (¬4) دون الخارج من يديّ، وما عليّ إلا بذل الجهد، وبلاغ الوسع، وعلى الله سبحانه نهج السبيل (¬5)، وإرشاد الدليل، إن شاء الله تعالى.
ورأيتُ من بعد تسمية هذا الكتاب بـ ((البلاغة العُمرية)) إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها، ويقرّب عليه طِلابها، وفيه حاجة العالم
¬_________
(¬1) أجمع عليه: عزم.
(¬2) أقطار الكلام: جوانبه.
(¬3) الناد: المنفرد الشاذ.
(¬4) الربقة: عروة حبل يجعل فيها رأس البهيمة.
(¬5) نهج السبيل: إبانته وإيضاحه.

الصفحة 12