كتاب البلاغة العمرية

أبي طالب (¬1) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:
((أَلَا تُهَنِّئُونِي؟))، فَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: ((بِأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ، وَابْنَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي))، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبَبٌ وَنَسَبٌ)) (¬2).

[263] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
لمولاه مُعَيقيب (¬3) وقد بلغه عنه أنه كان يكنس بيت المال فوجد فيه درهماً فدفعه إلى ابنٍ لعمر بن الخطاب:
¬_________
(¬1) أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيَّةُ، ولدت في حدود سنة ست من الهجرة، ورأت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم ترو عنه شيئاً. توفي عنها عمر، فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب. (سير أعلام النبلاء: 3/ 500 - 501).
(¬2) رواه عبد الرزاق في المصنف (10354) وأحمد في فضائل الصحابة (1069) و (1070) واللفظ له، والآجري في الشريعة (1713) و (1820) والطبراني في المعجم الكبير (2635) والأوسط (5606) والحاكم في المستدرك (4684) وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 314 والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (101) و (102) وابن المغازلي في مناقب علي (152).
(¬3) معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، من المهاجرين، ومن حلفاء بني عبد شمس. وكان أميناً على خاتم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد استعمله أبو بكر على الفيء، وولي بيت المال لعمر. وله هجرة إلى الحبشة. وكان مبتلى بالجذام، عاش معيقيب إلى خلافة عثمان. (سير أعلام النبلاء: 2/ 491).

الصفحة 160