كتاب البلاغة العمرية
أُمَّهَاتِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ وَأَنْ يَاكُلُوا جَمِيعاً كَيْمَا نُلْحِقَهُمْ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، وَاقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَكَاهِنٍ)) (¬1)، ((وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ (¬2))) (¬3).
[483] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
إلى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ (¬4) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وهو بالبحرين
((أَنْ سِرْ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فَقَدُ وَلَّيْتُكَ عَمَلَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَقَدَمُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى لَمْ أَعْرِفْهُ إِلَّا يَكُونُ عَفِيفًا صَلِيبًا شَدِيدَ الْبَاسِ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَغْنَى عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ مِنْهُ، فَاعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ، وَقَدْ وَلَّيْتُ قَبْلَكَ رَجُلًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ، فَإِنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ تَلِيَ وُلِّيتَ، وَإِنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَلِيَ عُتْبَةُ، فَالْخَلْقُ وَالْأَمْرُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَاعْلَمْ أَنَّ أَمْرَ اللهِ مَحْفُوظٌ بِحِفْظِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ فَانْظُرِ الَّذِي خُلِقْتَ لَهُ فَاكْدَحْ لَهُ، وَدَعْ مَا سِوَاهُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةَ أَبَدٌ، فَلَا يَشْغَلَنَّكَ شَيْءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُهُ عَنْ
¬_________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (33322) وابن زنجويه في الأموال (135).
(¬2) الزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم بصوت خفي (النهاية 2/ 313).
(¬3) رواه أبو داود في السنن (3043) وقال الألباني: صحيح.
(¬4) العَلاَءُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمَادِ الحَضْرَمِيِّ، كان من حلفاء بني أمية، ومن سادة المهاجرين. واستعمل النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العلاء على البحرين، وأقرّه أبو بكر، ثمَّ عمر. كان يقال: إنه مجاب الدعوة، وخاض البحر بكلمات قالها، وذلك مشهور في كتب الفتوح. (سير أعلام النبلاء: 1/ 262 والإصابة: 4/ 445).
الصفحة 287