كتاب البلاغة العمرية

دُونَكَ! احْتَفِظْ مِنَ النِّعْمَةِ احْتِفَاظَكَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، وَلَهِيَ أَخْوَفُهُمَا عِنْدِي عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَدْرِجَكَ وَتَخْدَعَكَ، فَتَسْقُطَ سَقْطَةً تَصِيرُ بِهَا إِلَى جَهَنَّمَ، أُعِيذُكَ بِاللهِ وَنَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، إِنَّ النَّاسَ أَسْرَعُوا إِلَى اللهِ حِينَ رُفِعَتْ لَهُمُ الدُّنْيَا فَأَرَادُوهَا، فَأَرِدِ اللهَ وَلا تُرِدِ الدُّنْيَا، وَاتَّقِ مَصَارِعَ الظَّالِمِينَ)) (¬1).

[485] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
إلى عتبة بن غزوان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
((إِنَّ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ خَرَجَ بِجَيْشٍ فَأَقْطَعَهُمْ أَهْلُ فَارِسَ، وَعَصَانِي، وَأَظُنُّهُ لَمْ يُرِدِ اللهَ بِذَلِكَ، فَخَشِيتُ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُنْصَرُوا، أَنْ يُغْلَبُوا وَيُنْشَبُوا، فَانْدُبْ إِلَيْهِمُ النَّاسَ، وَاضْمُمْهُمْ إِلَيْكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجْتَاحُوا)) (¬2).

[486] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
إلى قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ (¬3) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
((إِنَّهُ أَتَانِي كِتَابُكَ أَنَّكَ تُغِيرُ عَلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الأَعَاجِمِ، وَقَدْ
¬_________
(¬1) رواه الطبري في تاريخه: 3/ 593 وابن كثير في البداية والنهاية: 9/ 640 ..
(¬2) رواه الطبري في تاريخه: 4/ 81 وعنه ابن كثير في البداية والنهاية: 10/ 55.
(¬3) قطبة بن قتادة بن جرير السدوسي، أبو الحويصلة، قال البخاري: له صحبة. وقال ابن حبان: أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبايعه. استخلفه خالد بن الوليد على البصرة لما سار إلى السواد. (الإصابة: 5/ 339).

الصفحة 289