كتاب السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

من جنس المنخنقة، والموقوذة، والمتردية والنطيحة! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم!!.
وتلك شِنْشِنَة نعرفها مِن أَخْزَمَ، وصدق مَن قال: ((لن ترضى شَانِئَةٌ إلا بِجَرْزَةٍ)) (¬1)!!

وَأَجْمِلْ بقول أبي الطيب المتنبي:
يُؤْذِي القَلِيلُ مِنَ اللِّئَامِ بِطَبْعِهِ ... مَنْ لا يَقِلُّ كَمَا يَقِلُّ وَيَلْؤمُ
الظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ ... ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظْلِمُ
وَمِنَ البَلِيَّةِ عَذْلُ مَنْ لا يَرْعَوِي ... عَن جَهِلِهِ وَخِطَابُ مَنْ لا يَفْهَمُ

فدع عنك الأغماز والطَّغام، والدخلاء والأغتام، والمَوْقَى والهُوج، والرُِّعاع والهَمَج ... واحفظ جيدًا:
¬_________
(¬1) قال الإمام ابن فارس (رحمه الله) في "مقاييس اللغة" (ص161): ((العرب تقول في أمثالها: ((لن ترضى شانِئَةٌ إلا بجرزة)) أي: إنها من شدة بَغضائها وحسدها لا ترضى للذين تُبغضهم إلا بالاستئصال)) ا. هـ.

الصفحة 10