كتاب بلاغ الرسالة القرآنية
تكوين الرباطات؛ انطلاقاً من أول رباط أنشؤوه بإحدى جزر المحيط الأطلسي بالجنوب المغربي، قرب شنقيط.
فمن هنالك شرع داعيتهم الأول عبد الله بن ياسين -وكان من المبصرين- في تربية الناس على شيء واحد لا ثاني له: الصلاة! وكانت له عقوبة تعزيرية عجيبة لمن تأخر عن الجماعة بالرباط، إذ كان يجلد المتأخر بكل ركعة عشر جلدات! وهم راضون بذلك مقبلون عليه باختيارهم! فما كان له أن يلزم الناس بالمرابطة معه في رباطه التربوي قبل التمكين، حتى إذا بدا له من صلاحهم ما جعلهم -في نظره- أهلاً لبناء الإسلام، ونشره بين الناس؛ خرج من رباطه؛ يفتح بهم المدن والقرى، وينشئ لكل بلدة فتحها مسجداً؛ يجعله لأهلها رباطا للتربية والتعليم! استصحاباً للمنهج التربوي النبوي، الذي به ضمان الاستمرار على النصر والتمكين.
وبذلك مكن الله للإسلام في المغرب إلى الأبد، ذلك أنه رغم ما كان من دولة الأدارسة قبل المرابطين؛ فإن الإسلام لم يتجذر حقيقة في كل القبائل الأمازيغية، إذ يتحدث المؤرخون عن بقاء الوثنية، ديناً مستمراً في كثير من الجبال والصحاري! ومن كانوا على الإسلام كانوا على انحراف شديد، وقد وجد عبد الله بن ياسين مسلمي قبائل الصحراء يتزوجون أكثر من أربع نسوة، فجعل الله من دولة المرابطين
الصفحة 166
182