كتاب بلاغ الرسالة القرآنية
التمكين الحقيقي للإسلام في البلاد المغربية مطلقاً، حتى إذا زالت دولتهم -كما تزول الدول- بقي الإسلام ممتداً، متجذراً بالمغرب، أصله ثابت وفرعه في السماء، إلى يوم القيامة إن شاء الله.
فتدبر .. ثم أبصر!
تبصرة: (التزام الرباط) إذن؛ هو تمام صلاح العبد وتصديقه، وإن (جلوساً) للذكر والتدارس، دون التزام الأوقات بالرباطات؛ لهو أشبه ما يكون بعملية ملء الإناء المثقوب؛ لا يكاد يمتلئ حتى يكون من الفارغين! فانظر لك أصحاباً من حيك وناديك؛ ثم اجعل لك -معهم- من مسجدكم الجامع رباطاً؛ تكن من الصالحين، ومن أهل البعثة المجددين، ذلك هو المفتاح الثاني، فجرب ترَ! وتدبر .. ثم أبصر!
تبصرة: وأما أنتِ أيتها الأخت المؤمنة، فلا نلزمك بما لم يلزمك الله به، وقد كفاك رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط المساجد. وإنما فلكك السيار هو هذه الصلوات بمنازل الأوقات، بيد أنَّا محدثوك عن رباطك الخاص، ألا وهو جلبابك الشرعي. ذلك هو رباطك الذي فرضه الله عليك فرضاً، إذ أنزل فيه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:59].
الصفحة 167
182