كتاب بلاغ الرسالة القرآنية

عهد الله، فهل وفَّيْتِ؟ وذلك ميثاقه الذي واثَقَكِ به فهل صدقتِ؟
لباسك رباطك بنيتي، فنجاح بلاغات القرآن على يديك التزاماً ودعوةً؛ إنما هو به ومن خلاله، فانطلقي سيراً إلى الله طوعاً! واعتصمي ببصيرة الصبر العظيمة، وهي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200].
فلباسك الشرعي، أي: جلبابك الفضفاض، الذي لا يصف ولا يشف، إنما هو راية دعوة وجهاد لو تعلمين! إنه ناطق بكثير من المعاني، إنه يعلن للعالمين أن المرأة المسلمة ليست مجرد جسد للتجارة، في أسواق السياسة والإعلام! إنها نفس إنسانية تَسْبَح في فلك الأمانة الكونية التي حملها الإنسان، تؤدي وظيفتها الحقيقية، عمارة في الأرض على المنهج الرباني، والتكليف الرسالي، تحمل بلاغات القرآن، في طريقها إلى الله، سائرة على أثر الأنبياء والصديقين والشهداء، من القرآن إلى العمران.
تبصرة: وأما المفتاح الثالث فهو تبليغ الرسالات:
وتبصرة هذا المفتاح هو: جواب (كيف البلاغ؟) أما تأصيله فقد سبق تقريره بقواعده، في تبصرة البلاغ الخامس، من بلاغات الرسالة القرآنية، وذلك ما جعلناه (في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

الصفحة 171