كتاب بلاغ الرسالة القرآنية

تبصرة: كيف البلاغ؟ ليس البلاغ اليوم في المسلمين بلاغ (خبر) هذا الدين، فذلك أمر قام به الأولون، وما بقي اليوم صقع في الأرض لم تبلغه قصة الرسالة الإسلامية، على الجملة، ثم إنما المقصود بمشروعنا هذا هو دار الإسلام، هذا العالم الإسلامي الذي لان فيه التدين، وضعف فيه التمسك بالكتاب، مع أنه يتلوه -أو يتلى عليه- كل حين.
إنما المسلمون اليوم في حاجة إلى (إبصار)، إبصار الحقائق القرآنية التي تتلى عليهم صباح مساء، وهم عنها عمون، على نحو ما وصف الله سبحانه في قوله: {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [الأعراف:198]، وقوله سبحانه: {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف:105]. فالبلاغ الذي نحن في حاجة إليه إنما هو بلاغ (التبصير)، لا بلاغ التخبير.
وأما مادته فما ذكرناه من أصول الرسالة القرآنية، وبلاغات القرآن: من اكتشاف القرآن العظيم، والتعرف إلى الله والتعريف به، واكتشاف الحياة الآخرة، واكتشاف الصلوات وحفظ الأوقات، وحقيقة الدعوة إلى الخير، وحكمة اتباع السنة؛ تزكيةً وتعلُّماً وتحلُّماً، ومفاتيح ذلك كله في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما وسيلته فأصول وفروع، أما الفروع فلا تنحصر،

الصفحة 172